إن البعض كثيراً ما تأتي منهم الأسئلة أمام هذا الحدث يقولون: ماذا نفعل؟! ما الواجب؟
وهنا أمور لا بد أن نُذكر بها، ومن أهم هذه الأمور فيما يتعلق بهذا الأمر العظيم الجلل من إحاطة الأعداء بهذه الأمة، أو إجلابهم وإرجافهم عليها، نقول: يا إخواني وفقكم الله! المعركة مستمرة أصلاً ولم يستجد شيء جديد، ولم يقع حادث جديد، ولم تأت قضية جديدة، فنقول: إنه ابتداءً منها كانت المعركة، أو ستكون الحرب، أو ستكون سيطرة أو تسلط أعداء الله علينا.
الحقيقة أنه منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم والمعركة قائمة، فالأصل أن المعركة قائمة بين الحق والباطل منذ أن أهبط الله تبارك وتعالى آدم إلى هذه الأرض، وأهبط أيضاً معه العدو اللدود إبليس، لكن منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ما طلعت شمس ولا قمر ولا مر يوم إلا ومؤامرة تحاك، أو جيش يدبر، أو مكر من المكر الذي تكاد تزول منه الجبال يخطط للقضاء على هذا الدين، إما من اليهود، وإما من النصارى، وإما من المشركين، وإما من أي عدو من أعداء الله تبارك وتعالى، ومنهم أيضاً: المنافقون، وهم أخبث الطوائف، وسيأتي لهذا تفصيل إن شاء الله تبارك وتعالى.
إذاً.. المعركة دائمة، والمعركة مستمرة لم تتوقف ولم تهدأ، وليس هناك شيء حدث حتى يقول البعض: وماذا نعمل؟
معنى ذلك أنه يجب أن نكون عاملين دائماً، وأن نكون مستيقظين دائماً، فلو فرضنا أن هذا الحدث مر بشكل من الأشكال فلا يعني ذلك أن الأمر قد انتهى، فالمعركة قبله وبعده وإلى أن تقوم الساعة، ولن تنتهي معركتنا مع أهل الكتاب حتى ينزل عيسى عليه السلام بنفسه في آخر الزمان، والله أعلم كم بيننا وبينه.
فهو حينئذ يقاتلهم حتى يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام، وقبل ذلك والحمد لله كما تعلمون فتح روما، ودخول الإسلام إلى أوروبا ليعتنقه من بني إسحاق أمة عظيمة يقاتلون مع إخوانهم المسلمين العرب لفتح روما، التي هي مقر الكاثوليكية والكفر العالمي، وغير ذلك من المبشرات التي لعل بعضها يأتي في ثنايا الحديث، إنما المقصود أن المعركة مستمرة ودائمة.
ومن هنا يجب أن نكون جنوداً مجندة، جاهزين في كل وقت للتفاعل والتعاطي مع هذه المعركة بما تستحق، ويكمِّل هذا أن نعلم أن المعركة عامة.. فهي دائمة مستمرة، وفي نفس الوقت عامة شاملة، فلا يظن البعض أن المعركة أن يحتل بلد، أو أن يُهاجم قطر من الأقطار أو مصر من الأمصار، الواقع أن الحرب على كل الميادين، وفي كل الجبهات، وفي جميع المجالات، لم تتوقف ولن تتوقف أبداً.